خطاب الرئيس أبو مازن بمناسبة عيد الميلاد المجيد بتاريخ 24/12/2005

 

 

يا أهلنا وأحبتنا في فلسطين وديار المنافي والشتات، يسعدني أن أتوجه إليكم بأحر التهاني وأطيب التبريكات ، في هذه اللحظات التي نحتفل فيها، ومعنـا العالم بأسـره، بأعياد الميلاد المجيدة، على هذه الأرض الطاهرة المقدسة، أرض مهد سيدنا المسيح، رسول المحبة والسلام عليه السلام، ومسرى ومعراج نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
إنني أغتنم هذه المناسبة المقدسة لأتقدم لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني، ولأهلنـا وإخوتنـا المسـيحييـن منـهـم خـاصـة، ولكافة المؤمنين في أرجاء العالم، الذين تهفو قلوبهم إلى هذه الديار المقدسة، أرض المهد والقيامة والأقصـى الشريـف، بأصدق التهاني، وأطيب التمنيات القلبية الحارة، سائلاً الله جلت قدرته، أن يجعل هذا العام، عام خير ويمن وبركة وسلام على شعبنا الفلسطيني، والإنسانيـة جمعـاء، وقد نعم بتحقيق تطلعاته، وأمانيه الوطنية في الحرية والعـودة وتقريـر المصـير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشـريف، وعـم الأمن والسلام والاستقـرار ربـوع منطقتنــا، ورفرفت رايات الوئام والمحبة علـى جميـع شعوبها، في إطار من الثقة والاحترام المتبادل والجوار الحسن.
وفي الوقت الذي نحتفل فيه بهذه المناسبة العزيزة، فإن معاناة شعبنا وعذاباته، لا زالت مستمرة جراء سياسات الاحتلال البغيضة، التي تشكل مساساً صارخـاً بحريـة شـعبنـا وكرامته، وتنتهك أبسط حقوقه الإنسانية، وتمتهن إنسانيته على نحو صارخ.

إننا في هذه الأيام المقدسة المباركة لأحوج ما نكون لبناء جسور الثقة والسلام بديلاً عن جدار الفصـل والعـزل العنصـري، ومع ذلك فإن حكومة إسرائيل لا زالت ماضية في سياسـاتها التدميرية، وعمليـات القتـل والاغتيـال، والاستيلاء على الأراضي، وبنـاء وتوسـيع المستعمرات، وحصار وخنق مدينة القدس الشريف، وبيـت لحـم، وتحويلهما وكافة أراضينا إلى سجن كبير.و في ظل هذا الواقع المرير المؤلم نغتنم هذه المناسبة الدينية والروحية العطرة لكي نتوجه برسالة سلام لجيراننا الإسـرائيلييـن، داعينهم وكافة القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة في العالم، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، واللجنة الرباعية الدولية، والأمم المتحدة، والاتحاد الروسي، وكافة القوى والهيئات والمؤسسات المحبة للعدل والسلام والداعية له، داعينها لتتضافر جهودنا جميعاً للعمل بكل إخلاص وتفانٍ لجعل عام 2006، عام صنع السلام في ربوع هـذه الديـار المقدسـة، قائـلاً لهـم جميعـاً، مـا قاله سيدنـا المسيـح عليه السـلام: "طوبى لصانعي السلام"

مرة أخرى أحييكم أطيب تحية، مجدداً لكم جميعاً أصدق التهاني والتمنيات، راجياً لكم أعياد ميلاد مجيدةٍ، يكللها الهناء والسعادة والتوفيق، وقد عم العدل والسلام أرض السلام.
المجد لله في الأعالي وفي الناس المسرة وعلى الأرض السلام وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم
.

 

المصدر : وفا 24/12/2005


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
17/01/2006 09:30 ص