كلمة الرئيس وليم جيفرسون كلنتون

 أمام منتدى سابان 2005- 12 نوفمبر 2005

 

شكرا جزيلا لكم جميعاً

أيها السيدات والسادة، إنه لشرف عظيم لي ولهيلاري وتشلسي ولنا جميعاً أن نكون هنا. كما أنني أوجه شكري إلى حاييم وتشريل على صداقتهما الشخصية لي ولهيلاري. الشكر لك يا حاييم على تفانيك وإخلاصك لإسرائيل، وعلى الإنجازات العظيمة التي حققتها لوطنك في الولايات المتحدة وخاصة لمنتدى سابان الذي منحنا فرصة التحدث كأصدقاء بصراحة وأمانة. أشكرك على مساعيك الدؤوبة في البحث عن السلام والأمن.

السيد وولفنسون، أشكرك على التزامك بالمساهمة في تحقيق تعهد رئيس الوزراء الشجاع بالانسحاب من غزة، وأنا آمل أن نكون قادرين على مساعدتك. أتوجه أيضاً بالشكر لكافة أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المتواجدين هنا كالسيد لانتوس والسيد شاير وهما صديقين قديمين لي، وكذلك السيد جستز برير. جيد أن أعرف شخصاً واحداً على الأقل قضى عمره في العمل. ما أود أن أقوله لكم وكما تعرفون أنني تحدثت بشيء من الفكاهة منذ مدة ليست بعيدة، إلى قس أمريكي من أصل أفريقي، نظرت إليه وقلت، يسعدني أن أرى إنساناً ولايته ليست محدودة، فرد علي قائلاً "كلنا سيدي الرئيس ولايتنا محدودة والمسألة أن أغلبنا لا يعرف متى تنتهي ولايته". أقول ذلك كنوع من الدعابة لتلطيف الجو، ولكي نتذكر جميعاً أن وقتنا على وجه هذه الأرض محدود وبالتالي يجب علينا الاستفادة منه قدر الإمكان.

أريد اليوم أن أتحدث قليلاً عن الماضي والحاضر والمستقبل. يصعب التصديق انه مرت عشر سنوات على ذلك اليوم الأسود الذي فقدنا فيه اسحق رابين، والشيء الذي لازلت أؤمن به هو الفرصة الأفضل لصنع السلام الدائم والشامل., لم يمض أسبوع واحد لا أتذكر فيه رابين وأسرته وحلفاءه وكفاح إسرائيل. مضت خمس سنوات على تركي مهام منصبي، وخمس سنوات على ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه عرفات برفضه اقتراح السلام الذي طرحته آنذاك، والذي وافق عليه رئيس الوزراء ايهود باراك. كانت تلك الفرصة الأخيرة لسلام شامل.

أتحدث اليوم عن عام 1993 عندما أصبحت رئيساً واسحق رابين منتخباً جديداً كرئيس للوزراء في إسرائيل ثم تلا ذلك توقيع اتفاقيات مع الفلسطينيين في سبتمبر في واشنطن وامتلأ العالم أملاً إلى درجة الإحساس بقدرتنا على صنع بداية جديدة. شعرنا بذلك هنا في الوطن في أمريكا. أرسيت قواعد ذلك المشروع العظيم لجعل بلادنا أكثر ازدهاراً وعدالة وأمناً، ولجعل أمريكا بعد الحرب الباردة أعظم قوة رائدة للسلام والعدالة والأمن والرخاء، بحيث يشمل ذلك سلاماً عادلاً ودائماً في الشرق الأوسط يضمن أمن إسرائيل ويضمن إنشاء علاقات طبيعية بينها وبين جيرانها العرب، وكذلك إنشاء شراكة حقيقية مع الفلسطينيين ضد الإرهاب والتطلع لمستقبل زاهر.

شعرت بالسعادة آنذاك لأننا كنا قريبين جداً من بعضنا، وكانت سنوات طيبة بالنسبة لأمريكا وكثير من مشاكل العالم زالت بفعل الجهود البشرية. كان هناك عدد من الاتفاقيات الدولية كاتفاقية الأسلحة الكيماوية ومؤتمر حظر التجارب وتمديد اتفاقية حظر الانتشار النووي لأجل غير مسمى، واتفاق كيوتو المتعلق بالتغير المناخي وإنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب وغير ذلك من الاتفاقيات. انتهى التطهير العرقي في البوسنة والهرسك، وعم السلام ايرلندا الشمالية ووضعت الحرب أوزارها في إثيوبيا وأرتيريا، كما أن السبع سنوات ونصف الماضية شهدت تقدما نحو السلام في الشرق الأوسط حتى بعد مقتل رابين، بما في ذلك اتفاق واي ريفر إبان ولاية رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية شارون.

عام 1998 هو العام الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي لم يشهد مقتل إسرائيلي واحد جراء هجمات إرهابية. عقد المؤتمر المشهور لمكافحة الإرهاب في مصر الذي حضره رئيس الوزراء بيرس وجميع القادة العرب. كانت هناك جهوداً حيثية حول سوريا كما بذلت جهود للتوصل إلى سلام شامل، تمثلت في كامب ديفيد وطابا والانسحاب من لبنان في عهد رئيس الوزراء باراك وقامت الولايات المتحدة بإبرام اتفاق تجاري، وآمل أن يكون ملهماً، مع الأردن، وهو أول اتفاق تجاري من نوعه و لم يحدث أن أبرمناه مع دولة أخرى.

لا اعتقد أننا قادرون على بناء اقتصاد عالمي بدون تركيبة اجتماعية عالمية متينة، والفضل بذلك يعود إلى العاهل الأردني الذي احتضن واستوعب هذا المفهوم.

أنتم تعرفون أنني أحب أن أكون خارج نطاق المسؤولية حتى استطيع أن أتحدث بما يحلو لي دون أن يهتم أحد بما سأقوله، ومن السعادة أن يكون المرء قادراً على أن يتحدث بما يحلو له. وأنا أحاول قدر الإمكان تفادي كل شيء من شأنه أن يعقد حياة هيلاري ما عدا ذلك أمضي فيه. كما قال الرئيس هناك بعض التقدم يحصل، في العالم الأوسع وفي المنطقة بشكل خاص، نحو تحقيق الأهداف المشتركة. شاهدنا أناس لم يعرفهم أحد من قبل في شتى أرجاء المعمورة، حيث الاستخبارات ومنفذو القانون يعملان جنباً إلى جنب للقضاء على الخلايا الإرهابية ومنع الهجمات الإرهابية. لقد شاهدنا زيادة دراماتيكية في رغبة العالم في مكافحة المشاكل المشتركة التي تؤثر على حياة الفقراء كالإيدز والملاريا في ظل غياب الفرص الاقتصادية.

لاحظنا أن هناك مطالب متزايدة للعمل في قضية التغيرات المناخية حتى في الولايات المتحدة. شاهدنا بعد كارثة التسونامي تحسن العلاقات بين أمريكا واكبر دولة إسلامية وهي إندونيسيا التي حققت السلام في إقليم أتشيه. لاحظنا ذوبان الثلج في مواقف الإسلاميين المتشددين في منطقة كشمير بالباكستان بعد الزلزال المدمر لأن كثير من الناس جاءوا من شتى أرجاء المعمورة معتبرين أن هؤلاء الضحايا كائنات بشرية، وفي المقابل نظر إليهم ككائنات بشرية أيضاً، ولأول مرة منذ عام 1971 ينشأ هناك نوع من حرية الحركة للهنود والباكستانيين عبر خط السيطرة. لاحظنا التقدم الذي تم في كولومبيا ضد مهربي المخدرات، حيث ألقى هناك نحو 13 ألف إرهابي أسلحتهم وانخرطوا في المجتمع المدني، كما أن إنتاج الهروين والحشيش في تقلص مستمر.

وطبعاً لاحظنا انتخاب شخصية إسلامية معتدلة مثل كرزاي كرئيس لأفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر والإطاحة بنظام حكم طالبان. (رغم أنه ليس بمنأى عن الخطر بسبب المتاعب التي يواجهها في المناطق النائية من البلاد).

أما في المنطقة هنا فقد شاهدنا انتخاب أبو مازن وفق التزام ببرنامج انتخابي مؤيد للسلام وبوقف الإرهاب ومكافحته. شاهدنا خارطة الطريق للرئيس بوش وموافقة إسرائيل عليها. شهدنا جهوداً من قبل مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين لحياكة تفاصيل شكل السلام الذي لابد أن يكون. شاهدنا تحرر لبنان من التأثير السوري بعد مقتل رفيق الحريري الذي كان صديقاً لكثير من الأشخاص في هذه القاعة بما فيهم أنا شخصياً. شاهدنا 58% من العراقيين في العراق يصوتون في انتخابات رئاسية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين وبالمناسبة احكي دائماً لزملائي الأمريكيين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي أنه في عام 2004 أخذ  كل منا يربت على ظهر الآخر لأن نسبة التصويت وصلت إلى 54%. فنسبة التصويت عند العراقيين أفضل مع أن حياتهم في خطر، وهذا يجب أن يولد أملاً في نفوسنا بأن يفرز هذا المشروع حكومة حقيقية تؤدي مهامها على أفضل نحو، وقادرة على الدفاع عن نفسها. شاهدنا أيضاً خطوة رئيس الوزراء شارون الشجاعة بالانسحاب في غزة، إلى جانب الاستمرار في العلاقات الثنائية البناءة مع الأردن التي طور ملكها سياسة اجتماعية واقتصادية حديثة، آمل وأدعو الله أن تنجح.

ولكن في المقابل عانينا في العالم منذ العام 2001، فأسامة بن لادن والظواهري مازالا طليقين منذ أربع سنوات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وللقاعدة الآن قاعدة عمليات في العراق كان لها تداعيات مريعة على أخواننا وأخواتنا في الأردن.  أغلب الذين قتلوا بقسوة هم من المسلمين، هم أناس صادقين في إيمانهم. إيران الآن تتحمل عبء شخصية محافظة تطلق تصريحات فظيعة ضد إسرائيل والغرب. أنا اعتقد أنه لابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن هذا الشخص انتخب لا بسبب كراهيته لإسرائيل والغرب بل بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون العاديون والتي وعد بتحقيقها عن طريق منحهم مساعدات مالية مباشرة أو كما يقال في الحديث العام في السياسة الأمريكية وعدهم بمنح كل واحد منهم شيك بعد أن وصلوا مرحلة اليأس من الخروج من هذه الوضع بعد أن صوتوا مرتين لصالح رئيس ومرتين لصالح المجلس ومرتين لصالح رؤساء بلديات أرادوا أن يمنحوا هذا الشاب فرصة إعطاءهم شيكاً. وبدلا من ذلك وصلهم إلى المزيد من العزلة وقسم الإيرانيين بطريقة مشينة.

والفلسطينيون في المنطقة، وبعد الخطأين التاريخيين اللذين ارتكبهما عرفات، الأول هو إشعال الإنتفاضة الثانية والثاني هو الانسحاب من اقتراح السلام والذي قال عنه بعد عام ونصف أنه تمنى لو قبله لكن بعد أن فقد ثقة الجمهور الإسرائيلي به، وثقة الحكومة الإسرائيلية التي لم تعد قادرة على أن تمنحه أي شيء. لقد انتخب الفلسطينيون زعيماً تنصل من الإرهاب ولكنه غير قادر على وقفه، وربما لا يستطيع توفير نظام حكم له المقدرة الكافية على الحفاظ على ثقة الشعب.

هناك مثل قديم يقول أن فعل الخير لا يمضي بدون عقاب. فالخطوة الشجاعة المثيرة للإعجاب التي قام بها رئيس الوزراء شارون، وتمثلت بالانسحاب من غزة ولدت ثورة في حزبه ووضعت كل حكومته على المحك. فقد شريكه شمعون بيرس أحد أبرز وألمع القادة في هذا العصر. ولأن حزب العمل يريد مواصلة الأجندة الاقتصادية والإجتماعية بتشدد أكثر متحرراً من قيود الحكومة الإئتلافية، اختار زعيماً قضى عمره وهو يسعى إلى الرقي برفاهية الفئة العمالية والكادحة، وقد وعد مشكوراً بمواصلة ودعم جهود تحقيق السلام. لم يحدث أن استطاع أديب إسرائيلي كتابة مقطوعة سياسية ساخرة بهذا الصدد من الإلتواءات والانحناءات والطرق المسدودة والصعود والانخفاض وخفقان القلوب والمسرح الصاخب، كما حدث حقيقة في السنوات القليلة الماضية. لو طلبتم مني أن أقول أين نقف الآن، للأسف لا استطيع. لا اعرف الكثير عن المدى الواقعي للخيارات المطروحة، لاسيما خارج متطلبات المنصب الرسمي. ومع ذلك ولأنني أحب هذا البلد، ولأنني قضيت جزءا كبيراً من عمري وأنا أحاول إقناع الناس بتجاوز الغضب والخوف والشعور بالأمن، أن يجدوا الأرضية المشتركة للمحبة الإنسانية، يكون من الواجب عليّ أن أبدي هذه الملاحظات كصديق:

1- إذا كنت تعيش في عالم لا تستطيع فيه أن تقتل أو تسجن أو تحتل كل أعدائك، فعندئذ لا يتأتى السلام والأمن إلا عن طريق المصالحة المبدئية التي تقوم على أساس تقاسم المسؤوليات  والفوائد.

2- إذا عملت من أجل السلام وفشلت، فحينئذ سيكون عدد الناس الذين يقتلون أقل من حالة عدم العمل إطلاقا ، منذ عام 2001 ولغاية الآن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا يفوق بأربعة أضعاف العدد الذي قتل في السنوات الثماني التي كنا نناضل فيها من اجل السلام. ثماني سنوات من بينها عام 1998.

3- لو فشلنا في إيجاد المخرج، فعندئذ سيفرض منطق التصلب السياسي والجغرافي والديمغرافي نفسه، الأمر الذي دفع اسحق رابين للتوقيع على اتفاقيات عام 1993، وعلى الآخرين الاعتراف بذلك.

كان رابين يعتقد أن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لن تحميه من الصواريخ الخارجية بل على العكس ستجعل من الأسهل على الإرهابيين والشباب الغاضبين النافرين مهاجمة إسرائيل من الداخل.

سيظل عدد الفلسطينيين المسلمين في تزايد مستمر وبنسبة أسرع من نسبة تزايد عدد اليهود الإسرائيليين. لذا فإن مواجهة اسرائيل بخيار هبسون، إما التنازل عن المثاليات الديمقراطية وإما فقدان الأغلبية اليهودية، يعرض الحلم القديم في الوطن للخطر. إذا حدث ذلك، ستقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل وستبقى الدولة اليهودية، ولكن في حالة دائمة من القلق إزاء عنف دائم ومستمر ولكن بكثافة متفاوتة في منطقة وفي عالم يزداد فيه الإرهاب شيئاً فشيئاً، في وقت يستغل فيه الديماغوجيين المجردين من الأخلاق، البؤس الفلسطيني والإلتواء الديني لتبرير استمرار ذبحهم للأبرياء.

والآن، إذا كانت هذه الملاحظات صحيحة، فحينئذ يبدو من الواضح أن هناك ثلاثة أشياء لابد من فعلها مهما كانت صعوبتها.

أولا: على الفلسطينيين أن يستغلوا الفرصة للقيام بعمل أفضل، وهو مكافحة الإرهاب والتعاون مع القوات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وسيفعلون خيراً لشعبهم إذا وفروا له حكومة قادرة وأمينة تستطيع الفوز في الإنتخابات.

ثانياَ: على قادة وشعب إسرائيل إيجاد السبل لتنظيم سياستهم للاستمرار في البحث عن السلام، مهما كان شكل السياسات المحلية، ومهما كان شأن الاختلافات في التفاصيل في الشؤون الدولية عامة وفي المفاوضات مع الفلسطينيين خاصة. هناك الكثير لابد من فعله، بيد أن كل إنسان يدرك حسب مستويات قليلة متفاوتة ما ستؤول إليه الأمور في النهاية.

ثالثاً: والأهم، ليهود الشتات ولأصدقاء إسرائيل والسلام في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي شتى أرجاء العالم ، مسؤولية خاصة تتمثل في تقديم الدعم المالي والتقني والمعنوي للفلسطينيين للمساعدة في إنجاح مغامرة غزة، وكذلك للإسرائيليين، ومنحهم وقتاً لتمحيص وضعهم السياسي. يجري في إسرائيل الآن جدل حقيقي وواقعي. لقد انسحبت إسرائيل بشكل أحادي الجانب من لبنان في عهد رئيس الوزراء ايهود باراك، وهذا الانسحاب أدى إلى سلسلة كاملة من التطورات والمستجدات التي أتاحت للبنان فرصة التحرر والاستقلال عن سوريا وان تكون شريكاً حقيقياً لإسرائيل مستقبلاً، وفي عهد رئيس الوزراء شارون انسحبت إسرائيل بشكل أحادي الجانب من غزة، حيث منحت الفلسطينيين، إلى حد ما، مدى من السيطرة على منطقة تملك فيها فرصة لتطوير القدرة على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتحسين حكم مواطنيها.

باختصار هناك جدل حقيقي حول ضرورة الاستمرار في هذه السياسة كتكتيك، ولا أستطيع أن أحكم بنفسي على الأمور بل إن الحكم للأشخاص الموجودين هنا، ولكن كإستراتيجية على المدى البعيد فإن ما يقال عن أن بإمكان إسرائيل التقدم بشكل أحادي الجانب للأبد بدون أي علاقة تقوم على التعاون مع دولة فلسطينية ناجحة، فيبدو لي أنه من السابق لأوانه تقديم ذلك التنازل لسببين:

أولا: وقبل كل شيء للفلسطينيين شتات أيضاً، وهذا أمر لابد أن نتذكره. لقد قابلتهم في أماكن كثيرة من العالم، ولم يحدث أن قابلت فلسطيني خارج الأراضي المحتلة، لم يكن مليونيراً أو بروفسوراً في جامعة. الآن قد نستهين بذلك، ألا يهيمن هؤلاء على تجارة الدقيق في تشيلي، ألا تملك الأقلية الفلسطينية في الإكوادور أعلى متوسط للدخل هناك وفي الولايات المتحدة قدموا انجازات منقطعة النظير. لو كان هناك شراكة في ظل حكومة قادرة على مكافحة الإرهاب والإلتزام بالتصدي له وقادرة على حكم شعبها، فحينئذ لن أفاجأ أنه في غضون عشر سنوات من انطلاقتها ستتحول القوة الاقتصادية في شرق أوسط يعيش حقبة سياسة طاقة جديدة، من دول منتجة للنفط إلى دول منتجة للعقول.

الشيء الثاني، الذي أريد أن أقوله هو أن أحادية الجانب أصبحت إستراتيجية أكثر تكتيكاً، وكثير من أفعال الخير لا تمضي دون عقاب.

تُرى أين نقف الآن. بالمناسبة عندما وطأت أقدامنا أنا وهيلاري وتشلسي ارض هذا المكان الذي نحب أن نكرم فيه إنسانا مازلت افتقده دائماً وبكل مرارة، إنساناً رغم كل فصاحته كان يفضل الأعمال على الأقوال، أحب أن أقول أنه حان الوقت لإسرائيل ومؤيديها أن يفعلوا ما فعله اليهود دائما على مر التاريخ. فعلوا أفضل ما فعله أي شعب آخر. شعب يحزن عليّ فقدان الأحبة، ويضحك رغم صعوبة اللحظة. لنتذكر أن الله في حياتنا هذه لا يعطي ضمانات بل واجبات ولنكسو صحراء اليأس باللون الأخضر، ولو بشجرة واحدة على الأقل.

ودمتم في رعاية الله

المصدر : http://www.tau.ac.il


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
17/01/2006 10:33 ص