الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية انتخابات 2006

 

 

د. خالد شعبان

 

شهد المجتمع الإسرائيلي حالة حراك سياسي وحزبي واسعة في نهاية العام 2005 وبداية العام 2006، وذلك بعد أن تم الإعلان عن حل الكنيست السادسة عشرة وإجراء انتخابات جديدة، حيث ظهرت على السطح حالة استقطاب واسعة النطاق بين الأحزاب، وخاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون عن انسحابه من حزب الليكود وتأسيس حزب جديد (كديما) بعد اقتناعه أن قيادته لحزب الليكود هي موضع شك في ظل استمرار معارضة عدد كبير من أعضاء حزبه لخطواته السياسية، إثر عملية الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، ورفض عمير بيرتس زعيم حزب العمل الجديد الاستمرار في الشراكة مع حزب الليكود في الحكومة، ودعوته إلى إجراء انتخابات  برلمانية جديدة.

ويضاف إلى العامل السياسي في عملية الحراك السياسي في إسرائيل عدة قضايا هامة أهمها تركيبة المجتمع الإسرائيلي المقسمة بين شرقيين وغربيين، وعلمانيين ومتدينين وطوائف عرقية متعددة تتألف من الروس والفلاشا، والمهاجرين الجدد والقدامى، علماً بأن العلاقات البينية بين هذه الطوائف هي صراعية أكثر منها تعاونية، وهي تنعكس دائماً على الساحة الحزبية الإسرائيلية، وفي هذه الدراسة سنتناول بالبحث الخارطة الحزبية الإسرائيلية الجديدة، والمظاهر السياسية التي ترتبط بها:

مظاهر عامة

1-    إن أهم ما يميز الخارطة الحزبية الإسرائيلية أنها تخوض الانتخابات في كل مرة تحت اسم جديد، حيث كثرة الانشقاقات والاندماجات، مما يؤدي إلى كثرة الأحزاب والقوائم الانتخابية التي تخوض الانتخابات، حيث تشترك في هذه الانتخابات 31 قائمة حزبية.

2-    رغم رفع نسبة الحسم إلى 2% في هذه الانتخابات إلا أنها تظل نسبة صغيرة تؤدي إلى عدم الاستقرار الحكومي في إسرائيل، حيث تتبع إسرائيل نظام تعدد الأحزاب، ويشارك عادة في كل كنيست حوالي 10-12 حزب أو قائمة، ولو تم رفع نسبة الحسم إلى 3%- 5% فلن تضم الكنيست أكثر من 4-5 قوى حزبية الأمر الذي سيؤدي إلى الاستقرار الحكومي، إلا أن ما يمنع ذلك الأحزاب الصغيرة و   تركيبة المجتمع الإسرائيلي متعدد الثقافات.

3-    ما زال الموضوع الفلسطيني يشكل إحدى القضايا الأساسية لبرامج الأحزاب الإسرائيلية، والتي تتراوح بين الدولة الفلسطينية ناقصة السيادة وصولاً إلى التهجير والترحيل.

4-    تتميز الانتخابات الحالية بظاهرة تقدم الشباب في قوائم الأحزاب المرشحة للكنيست، ففي الليكود احتل الشباب الأماكن (3-5) لموشيه كحلون، وغلعاد إردان، وغدعون ساعر، كما أفرزت الانتخابات التمهيدية في شينوي فوز رون ليفنتال بالمركز الثاني، وهو ما لم يقبله تومي لابيد زعيم الحركة  وأدى إلى انشقاقها ، وكذلك ظهر الجيل الشاب في قائمة حزب العمل في المركز الثاني والثالث لكل من اسحق هرتصوغ وعوفر بينس، وكذلك الأمر في حركة شاس، وتتمتع قائمة إسرائيل بيتنا بقيادة أفيغدور ليبرمان بمعدل عمري منخفضة مقارنة مع القوائم الأخرى.

5-    الظاهرة الجديدة والملفتة للنظر في هذه الانتخابات هي ترؤس شرقي لحزب العمل المشهور بالصبغة الإشكنازية، وهي أول مرة تحدث في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى حراك سياسي كبير داخل الساحة الحزبية الإسرائيلية، وكذلك بين مركبات المجتمع الإسرائيلي العرقية، ويعتبر فوز عمير بيرتس المغربي الأصل بقيادة حزب العمل أحد العوامل الأساسية لانسحاب بعض قادة الحزب وعلى رأسهم شمعون بيريس أحد مؤسسي الحزب وانضمامه إلى حزب كديما.

6-    ما زالت الشخصيات لا السياسات والبرامج تلعب دوراً مهماً في عمليات اتجاه التصويت لدى الناخب الإسرائيلي، ولذلك تحرص جميع الأحزاب على وجود شخصيات قيادية في قوائمها المرشحة للكنيست وخاصة الأسماء الأولى.

7-    لأول مرة يغيب المرشح الجنرال  صاحب الخبرة العسكرية عن قيادة  الأحزاب الرئيسية الإسرائيلية.

القوائم والأحزاب المشاركة في الانتخابات

حزب العمل

 شهد حزب العمل تغيرات على مستوى القيادة أدت إلى تخليه عن الصبغة الاشكنازية بعد فوز عمير بيرتس بقيادة الحزب، وكذلك تغيرات على مستوى البرامج، فبعد أن سيطر البرنامج السياسي والأمني على جميع برامج حزب العمل السابقة، أصبح البرنامج الاجتماعي هو الركيزة الأساسية للبرنامج الانتخابي لحزب العمل، وقد جاءت هذه التغيرات وسط أفول لنجم حزب العمل بعد اغتيال رابين حيث لم يستطع الحزب ترميم نفسه والعودة إلى السلطة، كما أدت فترة حكم براك (1999-2001) إلى فقد حزب العمل مقوماته كحزب مركزي في إسرائيل وكانت أسوأ مراحل الحزب حيث تدهورت مكانته في الشارع الإسرائيلي وانخفض عدد مقاعده في الانتخابات الإسرائيلية السادسة عشرة 2003 إلى (19) مقعداً، كما صاحب هذه الأزمة عدم قدرة الحزب على اختيار زعيم جديد له بعد استقالة عميرام متسناع وذلك لمدة عامين ونصف العام تقريباً حيث تم اختيار عمير بيرتس زعيماً جديداً له[i].

وقد جاء فوز بيرتس مفاجأة للجميع، ليس لأنه فاز على شمعون بيريس أحد مؤسسي حزب العمل، ولكن لأنه أول شخص شرقي يقود أحد الأحزاب الكبيرة والتي تميزت دائماً بطابعها الاشكنازي، يضاف إلى ذلك أن بيرتس صاحب البرنامج الاجتماعي انتصر على باقي المرشحين ذوي الصبغة العسكرية مثل بن اليعازر وبراك وفلنائي. وقد شكل هذا الفوز صفعة سياسية وشخصية لشمعون بيريس الذي كان واثقاً من انتصاره، فكانت حملته الانتخابية محدودة وهو أحد الأسباب الرئيسية لخسارته، وقد أثرت هذه الخسارة على بيريس بشكل كبير وكانت دافعاً أساسياً له للانسحاب من حزب العمل، والاتجاه نحو حزب شارون الجديد كديما. ويمكن تفسير توجه بيريس إلى كديما بدلاً أن ينهي حياته السياسية في الحزب الذي أسسه إلى عدة اعتبارات هامة منها، الإدعاء بعدم قدرة بيرتس على قيادة حزب العمل، أو أنه كإشكنازي يرفض قيادة الشرقيين، أو حسب ما ذكره بنفسه وهو أن شارون هو الأقدر على قيادة إسرائيل في الأعوام المقبلة بسبب امتلاكه للبرنامج السياسي.

كما يلاحظ أن انتصار بيرتس أدى إلى تغيير الأحزاب لبرامجها الانتخابية بحيث أصبح واضحاً أن البرامج الانتخابية للأحزاب  بدأت بالتركيز على الموضوع الاجتماعي ودعم الفقراء وطبقة العمال وأصبح ذلك في النهاية مطلباً شعبياً، وبالتالي أصبح على سلم أولويات الأحزاب الإسرائيلية، وهو ما يعد انتصاراً كبيراً لعمير بيرتس.

وقد كان لفوز عمير بيرتس ردة فعل عنيفة في حزب العمل حيث انسحب حاييم رامون، وبيريس وداليا إيتسك، إلا أن عمير بيرتس استطاع، خلال فترة زمنية بسيطة ضم بعض القيادات الأكاديمية والإعلامية في المجتمع الإسرائيلي مثل أفيشاي برافرمان الأكاديمي في جامعة بئر السبع، وكذلك الإعلامية المشهورة شيلي يحيموفيتش.

وقد أجرى حزب العمل انتخاباته الداخلية لاختيار قائمته المرشحة للكنيست في 19/1/2006، وقد لوحظ في هذه القائمة انخفاض نسبة العسكريين فيها، وهي صفة كانت تغلب سابقاً على قائمة حزب العمل، ففي الانتخابات الحالية حصل العسكري الأول على المقعد الخامس في القائمة وهو عامي أيالون رئيس المخابرات السابق والمشهور بقوله "إنني قتلت عرباً أكثر مما قتلت حماس من اليهود" وكذلك وثيقته المشهورة مع الدكتور سري نسيبه حول رؤيتهما للحل الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما العسكري الثاني فهو بنيامين بن اليعازر وكان في  المكان رقم (8) في القائمة، ويرجع سبب تراجع العسكريين إلى اختيار بيرتس الذي يرفع لواء البرنامج الاجتماعي، ورغم أن بيرتس شرقي إلا أن التمثيل الشرقي في قائمة حزب العمل تراجع بشكل ملحوظ، فالعشرية الأولى يغلب عليها الطابع الغربي الإشكنازي، وبنيامين بن إليعازر الذي يحتل المكان الثامن في القائمة هو الشرقي الثاني بعد بيرتس، كما ظهرت ثلاثة من الوجوه الجديدة ضمن العشرية الأولى هم عامي أيالون و أفيشاي برافرمان و شيلي يحيموفيتش. وتراجعت الوجود المعروفة إلى العشرية الثانية والثالثة، ومن أهم هذه الشخصيات أفرايم سنيه أحد مقربي عمير بيرتس.

حزب الليكود

جاء انسحاب شارون من حزب الليكود بعد صراع طويل مع معارضيه السياسيين داخل الحزب نتيجة قيام شارون بالانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة. هذا الصراع أثر بشكل مباشر على تسيير عمل حكومته الأمر الذي اضطره في النهاية إلى الانسحاب والإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية جديدة.

وقد رافق شارون ما يقارب 14 عضو كنيست، لم يكن بينهم شاؤول موفاز وزير دفاعه، الذي آثر التنافس على رئاسة الليكود، إلا أنه وبعد عملية مفاوضات مع شارون غادر موفاز الليكود متجهاً إلى حزب كديما، بعد أن أكد مراراً أنه لن يغادر الليكود[ii]. وكان موفاز أحد المرشحين المركزيين للتنافس على قيادة الليكود بالإضافة إلى كل من بنيامين نتنياهو وسلفان شالوم وإسرائيل كاتس وموشيه فيغلين وعوزي لانداو الذي انسحب لاحقاً ودعم نتنياهو لزعامة الليكود.

وقد جرت انتخابات زعامة الليكود في 19/12/2005 وسط تنافس شديد بين جميع الشخصيات المرشحة على قيادة الليكود في ظل عملية استقطاب كبيرة، وأجواء تنافسية شديدة، خاصة بين نتنياهو وشالوم الذي كان يحظى بدعم الشرقيين في الحزب وكان يأمل بتكرار نجاح بيرتس في حزب العمل، إلا أن النتائج كانت لصالح بنيامين نتنياهو، وقد كانت النتائج كما يلي، بنيامين نتنياهو 44.6% وسلفان شالوم 32%، موشيه فيفلين 12.4%، وإسرائيل كاتس 8.7%.

كما تم إجراء الانتخابات الداخلية لحزب الليكود لاختيار قائمة مرشحيه للكنيست السابعة عشرة في 12/1/2006، وذلك وسط تنافس شديد بين كم كبير من المرشحين. وقد حملت النتائج في ثناياها بعض المفاجآت والتي منها فوز ثلاثة من الشبان في العشرية الأولى، وتراجع شخصيات مشهورة إلى العشرية الثانية مثل إسرائيل كاتس الذي كان أحد الذين تنافسوا على رئاسة الليكود واحتل المكان (12)، وكذلك عوزي لانداو المكان (14)، كما حصلت ليمور لفئات على المكان العاشر فقط، وكانت العشرية الأولى قد ضمت بالإضافة إلى نتنياهو زعيم الحزب، وسلفان شالوم الذي حصل على المركز الثاني دون منافسة، بناءاً على اقتراح نتنياهو، موشيه كحلون الذي كان المفاجأة، ثم يليه غلعاد إردان وغدعون ساعر وروبي ريفلين (رئيس الكنيست) وداني نفيه ويوفال شتانيتس، ويشار هنا إلى أن اختيار قائمة الليكود تم من خلال مركز الحزب الذي يضم حوالي 3 آلاف عضو، وقد بلغت نسبة التصويت 91%، ويلاحظ على تركيبة القائمة أن الشخصيات التي عارضت شارون بقوة وعنف لم يتم انتخابها في أماكن مضمونة مثل أهود ياتوم (32) وأيوب قرا (37)، ويأتي ذلك في محاولة من أعضاء مركز الليكود لنفي الصفة اليمينية المتشددة التي أصبح الحزب يتصف بها بعد إنسحاب شارون، إلا أن ما يلفت النظر في قائمة الليكود هو خلوها من الجنرالات، فالعشرية الأولى لا تضم جنرالات أو عسكريين. أما بالنسبة لتمثيل الشرقيين فالقائمة تحتوي على اثنين فقط سلفان شالوم وموشيه كحلون، وهذا يعني أن أعضاء المركز انتخبوا كحلون فقط في العشرية الأولى. ورغم تغيير الوجوه في قائمة الليكود إلا أن الصفة اليمينية هي الغالبة على رجالات الحزب وعلى برنامجه السياسي بشكل عام، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قبوله في الشارع الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاولات نتنياهو التخلص من الأضرار التي لحقت به نتيجة لتطبيقه خطته الاقتصادية التي مست بشكل كبير الطبقات الفقيرة.

حزب كديما

بعد الاصطدام مع متطرفي الليكود اتخذ شارون خطوتين هامتين، الأولى كانت طلب شارون بعد اجتماعه برئيس الدولة في 21/1/2005 حل الكنيست، والخطوة الثانية تمثلت بمغادرته الليكود، حيث أكد في رسالة وجهها للحزب نيته الاستقالة من الليكود وتشكيل حزب جديد. وتعتبر مبادرة شارون الحزبية غير مسبوقة في الحياة الحزبية الإسرائيلية. وقد انضم إلى شارون 10 نواب من أعضاء الليكود ثم تبعهم أعضاء آخرون، ثم انضم إليه لاحقاً ثلاثة من أقطاب حزب العمل، حيث أعلن حاييم رامون في 23/11/2005 انسحابه من حزب العمل وانضمامه إلى كديما، وهو أول عضو ينضم إلى كديما، ثم انضمت داليا إيتسك في نهاية نوفمبر، ثم كانت المفاجأة المتوقعة، انسحاب بيريس مباشرة بعد إيتسك بيوم واحد[iii] وذلك بعد مفاوضات بين الشخصيتين السياسيتين الكبيرتين، ويعتبر التقاءهما في حزب واحد خلط للأوراق السياسية. وكان شارون قد وعد بيرتس بتعيينه وزيراً لشؤون السلام ومسؤولاً عن ملف تطوير النقب والجليل، كما نجحت محاولات شارون في ضم وزير دفاعه شاؤول موفاز من الليكود في 1/12/2005، وكذلك نجح شارون في ضم تساحي هنغبي.

ويعتبر كديما من أحدث الأحزاب على الساحة الحزبية الإسرائيلية، وهو في ذات الوقت الحزب الذي يتصدر استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، وإذا ما فاز في الانتخابات، فسيكون هذا الحزب الأول في إسرائيل الذي يتشكل في نفس عام الانتخابات ثم يفوز فيها، ونتيجة لحداثة الحزب فقد غابت عنه المؤسسية، فلا يعرف للحزب مؤسسات حزبية، ولذلك فإن القرارات كانت تعود إلى مؤسس الحزب شارون، حيث نجح بضم بعض الشخصيات المجتمعية إلى الحزب، ورغم إصابة شارون بالجلطة الدماغية واختفائه عن الساحة الحزبية والسياسة الإسرائيلية إلا أن تركيبة قائمة مرشحي كديما للكنيست تم اختيارها من خلال قيادة الحزب، ومن وعود كان شارون قد قطعها على نفسه، وتضم القائمة كلاً من إيهود أولمرت رئيساً لحزب كديما يليه شمعون بيريس وذلك بعد مشاورات بين بيريس وأولمرت أكد بيريس بعدها أن أولمرت سيقود كديما يليه تسيبي ليفني، ومئير شطريت، وأفي ديختر (رئيس الشاباك السابق) وبينا سولودكين، حاييم رامون، شاؤول موفاز، تساحي هنغبي، أبراهام هيرشينزون، البيوفسيور أرئيل رايخمان سكرتير حركة شينوي، جدعون عزرا، نريا أرون، داليا ايتسك، زئيف بويم، يعقوب إدري، زئيف إليكين، مجلي وهبي، روحاما إبراهام. وتبدو العشرية الأولى متوازنة فهي تضم العسكريين من خلال وجود ديختر وموفاز، كما تضم الشرقيين والغربيين، كما تضم من لهم خبرات سابقة في العمل الحزبي و السياسي، ومنهم من يشارك في الانتخابات لأول مرة مثل آفي ديختر، إلا أن المفاجأة غير المتوقعة كانت هي غياب شارون عن الساحة الحزبية وذلك بعد إصابته بجلطة دماغية.

الاتحاد القومي / المفدال

بعد مفاوضات مضنية تراوحت بين المد والجزر قرر حزبا المفدال والاتحاد القومي (موليدت/ تكوما) الائتلاف في قائمة مشتركة، وكانت المفاوضات بين الحزبين قد بدأت مع الإعلان عن الاستعداد للانتخابات الجديدة، وقد وافق المفدال على التنازل عن المكان الأول لصالح الاتحاد القومي، وذلك مقابل تعهد الاتحاد القومي الإبقاء على التربية والتعليم والهوية اليهودية على رأس سلم أولويات القائمة، كما تم الاتفاق على  أن شرط الانضمام للحكومة القادمة سيكون الموافقة على إجراء استفتاء في حال إخلاء مستوطنات وانسحاب من أراض، حيث يسعى المفدال للمشاركة في الحكومة القادمة[iv]. أما بالنسبة للقائمة المرشحة للكنيست فهي برئاسة زعيم موليدت الحاخام بيني ألون، أما باقي القائمة فتضم زبولون أورليف، تسفى هندل، إيفي إيتام.

إسرائيل بيتنا

حاول إفيغدور ليبرمان زعيم الحزب تشكيل قوة يمينية جديدة في إسرائيل تتألف من جميع القوى التي عارضت الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب، حيث أكد ليبرمان إمكانية توحيد أحزاب اليمين في قائمة واحدة لخوض انتخابات الكنيست لمواجهة شارون وبيرتس، والأحزاب هي الليكود، وإسرائيل بيتنا والاتحاد القومي والمفدال[v] إلا أن جميع الجهود التي بذلها لتشكيل هذه القائمة فشلت، مما دفع لبيرمان إلى توجيه كل جهوده نحو اليهود الروس، ولذلك فإن معظم قائمته الانتخابية المرشحة للكنيست تتكون من اليهود الروس، وهي تحظى بتأييد معظمهم، أي أن توجهات حزب إسرائيل بيتنا عرقية، تقوم على دعم وتأييد اليهود الروس، وتحظى قائمة إسرائيل بيتنا في استطلاعات الرأي بـ 9-11 مقعداً علماً بأن أصوات الروس مجتمعة تعادل 14 مقعداً،.

وقد ضمت قائمة إسرائيل بيتنا شخصيات غير معروفة للشارع الإسرائيلي وجاءت على النحو التالي: إفيغدور ليبرمان، يوري شترن، إسرائيل حزان، يوسف ساجال، استربنا طرطحن.

ميرتس/ ياحد

إحدى القوى اليسارية المشهورة في إسرائيل يتزعمها عضو الكنيست عن العمل سابقاً يوسي بيلين، وقد أجرت حركة ميرتس انتخاباتها الداخلية في 2/1/2006 لاختيار قائمة مرشحيها للكنيست حيث فاز ران كوهين بالمكان الأول وموسى راز  أحد زعماء حركة السلام بالمكان الثاني تلاهما الآن زهافا غلؤون و حاييم أورون وتسفيا غرينفلد، أما القائمة النهائية التي تقدمت بها حركة ميرتس/ ياحد فتضم الأسماء التالية يوسي بيلين، حاييم أورون، وران كوهين، زهافا غلؤون، أفيشالوم فيلان.

 شينوي

القوة الثالثة في الكنيست السادسة عشرة، وقد احتلت عناوين الأخبار في فترة الإعداد للانتخابات الحالية، وذلك بعد فشل ابراهام بوراز في الفوز بالمركز الثاني خلف تومي لبيد في انتخابات قائمة الحزب المرشحة للكنيست، مما اضطر الاثنين إلى الانسحاب من الحركة، ثم بعد ذلك انسحب لابيد من الحياة السياسية واتجه بوراز إلى تشكيل قائمة جديدة، وهكذا لم تكمل شينوي سوى دورتي كنيست برئاسة لبيد، وهي بذلك تأتي ضمن سياق عدم قدرة أحزاب الوسط على الاستمرار في النمو والتطور، بسبب اعتمادها على شخصية زعيم الحزب فقط.

وكانت شينوي قد أجرت انتخاباتها الداخلية في 12/1/2006 حيث فاز بالمركز الأول تومي لبيد، أما على المركز الثاني فقد تنافس كل من بوراز ورون لفنطال أحد الوجوه الشابة في حركة شينوي، وقد فاز لفنطال وهو الأمر الذي أثار حفيظة لابيد، حيث انسحب هو وبوراز وستة نواب آخرين، ومع إزدياد المشاكل  داخل الحركة دونما حل، أعلن لبيد في 24/1/2006 عن الانسحاب من الحركة واعتزال العمل السياسي، الأمر الذي أسعد المتدينين كثيراً وذلك بسبب انتقاده اللاذع ضدهم، حيث كان معروفاً بعدائه لهم.

أما بوراز فقد أعلن عن إقامة حركة جديدة باسم الحزب العلماني الصهيوني، وهو اتحاد يضم الاتحاد الديمقراطي برئاسة أليكس تسينكر وحركة شينوي برئاسة بوراز. والسؤال الذي يطرح نفسه بجدية من سيرث شينوي ذات المقاعد الـ 15 في الكنيست الحالية؟ وهل بوراز سوف يثبت نفسه من خلال قائمته الجديدة أم أن أصواتها ستتجه نحو كديما أو ميرتس/ياحد، أم أنها سوف تتجه إلى إسرائيل بيتنا؟ أسئلة كثيرة سوف نجد لها إجابة خلال الانتخابات الإسرائيلية.

 حركة شاس

 الحزب الديني الحريدي الذي يمثل اليهود الشرقيين في إسرائيل وهو الحزب الرابع في القوة (11) مقعداً، وكان مشهوراً عن الحزب مشاركته الدائمة في الحكومات السابقة، إلا أنه في الكنيست الحالية إلتزم بمقاعد المعارضة نتيجة لاشتراك حركة شينوي في الحكم. وتهتم حركة شاس بخدمة اتباعها ومؤيديها من  المتدينين في جميع المجالات الاجتماعية والحياتية، وتخضع الحركة بشكل عام لآراء زعيم الحركة الروحي الحاخام عوفاديا يوسيف، والذي يتدخل في تركيبة القائمة المرشحة للكنيست، وضمت إيلي يشاي وهو أحد المقربين جداً من الحاخام عوفاديا يوسيف رئيساً للحركة، ثم اسحق كوهين وأمنون كوهين.

جبهة التوراة الموحدة

وهي قائمة لليهود الإشكناز، وتشمل في تركيبتها حزبي علم التوراة وتقاليد إسرائيل، وقد شارك هذا الحزب في معظم الحكومات الإسرائيلية، حيث شغل في الحكومة السابقة مناصب نواب وزراء وتشمل قائمة الحزب يعقوب ليتسمان، أبراهام رافيتش، ومئير بورش وموشيه غفني.

الأحزاب العربية

استعدت القوى العربية للانتخابات القادمة مع الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات، حيث شهد المجتمع العربي عملية حراك سياسي وحزبي واسعة في محاولة لاستقطاب أكبر عدد من المؤيدين، وكالعادة في كل انتخابات تظهر القوى العربية غير الحزبية الداعية إلى توحيد القوائم العربية المتعددة، والدعوة إلى تشكيل قائمة أو قائمتين على الأكثر مرتبطتين باتفاقية توزيع فائض الأصوات، مع العلم أن نسبة الحسم في هذه الانتخابات قد ارتفعت من 1.5%-2%، ورغم ذلك فإن هذه المحاولات قد ذهبت أدراج الرياح إذ تشارك ثلاث قوى عربية في الانتخابات الحالية، وعلى ما يبدو فإن هناك قلقاً متزايداً ينتاب الأحزاب العربية في الانتخابات من احتمالات تدني نسبة التصويت العربي في الانتخابات مما قد يؤدي إلى عدم ظهور بعض القوى العربية في الكنيست القادمة، وفيما يلي أسهم القوائم العربية المشاركة في الانتخابات.

القائمة العربية الموحدة

وهي مسمى يطلق على مجموعة من القوى تخوض الانتخابات في كل مرة بإئتلاف يختلف  عن الآخر، ولكن ما يجمعها حزبان رئيسيان، هما الحركة الإسلامية الجنوبية، والحزب الديمقراطي العربي، ففي انتخابات 2003 كانت القائمة العربية الموحدة تضم الحركة الإسلامية الجنوبية، والحزب الديمقراطي العربي، والحزب القومي العربي بقيادة محمد حسن كنعان، أما في الانتخابات الحالية فتضم تحالف الحركة الإسلامية الجنوبية والحزب الديمقراطي العربي والحركة العربية للتغيير بقيادة الدكتور أحمد الطيبي، وكان هناك اتجاه لإشراك حركة حداش في القائمة إلا أنها رفضت بسبب الخلاف حول ترتيب الأماكن في القائمة المرشحة للكنيست.

وتتشكل القائمة العربية الموحدة من الشيخ إبراهيم صرصور (حركة اسلامية) أحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير)، طلب الصانع (الحزب الديمقراطي العربي) ثم عباس زكور وسلمان أبو أحمد وجمعة القصاص[vi]. ويلاحظ غياب الشيخ النائب عبد المالك دهامشة الذي مثل الحركة مع بداية وجودها في الكنيست، وقد أكد الشيخ إبراهيم صرصور أن دهامشة سيكون في مكانة متقدمة في الحركة الإسلامية[vii]، أما النائب الطيبي فقد أكد أن المفاوضات مع الجبهة تأزمت بسبب اقتراحها المكان الرابع للطيبي وهو مكان غير مضمون، وقد وافق على اقتراح القائمة الموحدة والتي اقترحت عليه المكان الثاني[viii].

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

منذ تأسيسها في العام 1977 تخوض حداش انتخابات الكنيست إما بشكل منفرد أو بإئتلاف مع بعض القوى العربية، وفي هذه الانتخابات وبعد فشل محاولات الائتلاف مع قوى أخرى قررت حداش أن تخوض الانتخابات منفردة، وكانت الجبهة قد رفضت منح الطيبي المكان الثاني في القائمة، كما طالب عصام مخول بأن يكون المكاني الثاني لمرشح الحزب الشيوعي الإسرائيلي ولكن هذا الطلب تم رفضه أيضاً[ix]، كما أقرت الجبهة أن يكون المكان الثالث مخصص ليهودي .

وتتكون قائمة الجبهة المرشحة للكنيست من محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين وعفو إغبارية، أما بالنسبة للبرنامج السياسي الاجتماعي فيدعو للنهوض بحياة فلسطينيي 1948، بالإضافة إلى إقامة مشروع التعاون العربي اليهودي التقدمي من أجل خدمة الجماهير العربية.

التجمع الوطني الديمقراطي

تعود جذور هذا الحزب إلى العام 1995 عندما تأسست حركة 30 من آذار بقيادة عزمي بشارة، وتعود جذوره سياسياً وفكرياً إلى التيار القومي العربي لدى فلسطينيي 1948، وذلك في محاولة لإيجاد نوع من التوازن بين الانتماء الوطني والفلسطيني، والانتماء القومي العربي للمواطن الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل، وقد اشتهر الحزب بمطالبته الدائمة بالمواطنة الكاملة لفلسطينيي 1948.

وقد خاض التجمع الوطني انتخابات 1996 في تحالف مع حداش، وفي 1999 خاض الانتخابات مؤتلفا مع الحركة العربية للتغيير، أما في عام 2003 فقد خاض الانتخابات ولأول مرة منفرداً، ونتيجة لفشل الائتلاف  مع بعض القوى العربية قرر حزب التجمع الوطني خوض انتخابات 2006 منفرداً أيضاً.

وفي استعداده للانتخابات الإسرائيلية العامة انتخب الحزب وبالإجماع الدكتور عزمي بشارة رئيساً كما ضمت القائمة المرشحة للكنيست الأسماء التالية جمال زحالقة وواصل طه وسعيد نفاع (سكرتير الحزب) وجمعة الزبارقة وعبد الكريم فقرا[x].

 الهوامش:


[i] د. خالد شعبان، انتخابات رئاسة الحزب، مجلة مركز التخطيط الفلسطيني- العدد العشرين- أكتوبر/ديسمبر 2005، ص29-44.

[ii]  الأيام، 22/11/2005.

[iii] القدس 1/12/2005.

[iv] Arabs48.com  23/11/2005.

[v] المرجع السابق.

[vi] Panet.co.il. 24/2/2006

[vii] 27/1/2006 Kul-alarab.com

[viii] المرجع السابق

[ix] Kul-alarab.com 23/12/2005

[x] Arabs48.com 22/1/2006


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
03/05/2006 10:42 ص