انتخابات الكنيست السابعة عشرة 2006

 

د.خالد شعبان

 

جرت الانتخابات الإسرائيلية للكنيست السابعة عشرة في 28/3/2006، متقدمة عن موعدها الأصلي بحوالي سبعة شهور، بعد انسحاب شارون من حزب الليكود وتأسيس حزب كاديما، وذلك بعد أن أعلن زعيم حزب العمل الجديد عمير بيرتس عن انسحابه من حكومة الوحدة الوطنية واتجاهه إلى تبكير موعد الانتخابات العامة، حيث اتفقت الكتل البرلمانية على إجراء الانتخابات في مارس 2006.

وقد جرت الانتخابات في ظل متغيرات محلية وإقليمية ودولية متنوعة أثرت في مجملها في عملية حراك أصوات الناخبين الإسرائيليين مما أدى إلى أضعاف قوى حزبية كبيرة، وظهور قوى جديدة لم تكن موجودة على الساحة الحزبية الإسرائيلية من قبل، وقد أسفرت هذه الانتخابات عن فوز حزب كاديما بالمرتبة الأولى بين الأحزاب المشاركة وهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل الذي يتم فيها تأسيس حزب قبل الانتخابات ويفوز بالمرتبة الأولى فيها، كما شهدت هذه الانتخابات اختفاء القوة الثالثة في الكنيست السابقة، وهي حركة شينوي وذلك بعد انشقاقها فكان إضعاف لكلا الطرفين، وبالتالي إلى اختفائها وهو ما كان متوقعا، وما يمكن الإشارة إليه في هذه الانتخابات بوضوح هو ضعف نسبة التصويت، التي ألقت بظلالها على نتائج الانتخابات. في هذه الدراسة سوف نلقي الضوء على أهم المتغيرات ونتائج انتخابات الكنيست السابعة عشرة..

أولا: بيئة الانتخابات

جرت الانتخابات في ظل متغيرات اختلفت كلياً عن تلك المتغيرات التي جرت فيها انتخابات الكنيست السادسة عشرة 2003، والتي دعت فيها الأحزاب صراحة إلى الحفاظ على الأمن الإسرائيلي من خلال الضغط المستمر على الفلسطينيين، مع إهمال واضح للأوضاع الاجتماعية وهي البرامج التي تبناها بنيامين نتنياهو في خططه الاقتصادية والتي جاءت على حساب جمهور الفقراء في إسرائيل، ولكن هذه الانتخابات جرت بعد إعادة الانتشار الإسرائيلي في كل من قطاع غزة وبعض مستوطنات شمال الضفة الغربية، وهو الانسحاب الأحادي الجانب الذي حاولت إسرائيل تطبيقه بعد ادعاءاتها المتكررة بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام، وفيما يلي أهم المتغيرات:

أ- البيئة المحلية

وهي أهم الأحداث والمتغيرات التي جرت في داخل الساحة الإسرائيلية والتي أثرت بشكل كبير على عملية حراك الأصوات في المجتمع الإسرائيلي وفيما يلي أهمها:

1- استطلاعات الرأي

لعبت استطلاعات الرأي دوراً كبيرا في حراك الأصوات، وخاصة الأصوات العائمة التي تراوحت في أغلب الأحيان بين (12-23) مقعداً وهي نسبة كبيرة جداً وغير معهودة، حيث لعبت استطلاعات الرأي دوراً بارزاً في توجيه الناخبين إلى اختيار أحد الأحزاب الفائزة ولذلك استمر نجم حزب كاديما في الصعود محققاً أرقاما ما بين (35-43) مقعداً و بدا الفوز واضحاً لقادة كاديما حتى أعلن أولمرت رئيس كاديما أن الحزب فائز في الانتخابات، وبعد ذلك تدهور الحزب في استطلاعات الرأي إلى أن وصل إلى أقل من (30) مقعداً،وتعود  أسباب تدهور كاديما في الاستطلاعات إلى ما يلي :

-   استمرار غياب المؤسس شارون والشخصية الباهتة لخليفته إيهود أولمرت.

-   افتقار برنامج الحزب لإجابات مقنعة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

-   التدهور الأمني واستمرار تساقط الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.

كما أظهرت الاستطلاعات تأخر حزب الليكود نتيجة لسياسة التخويف التي اتبعها نتنياهو من اجل جلب الأصوات، وهي نفس السياسة التي اتبعها ليبرمان والتي أظهرت استطلاعات الرأي فوزه بـ7 مقاعد إلى أن أصبح ينافس اللكيود على أصوات اليمين وكذلك حزب الاتحاد القومي /المفدال، أما المفاجأة فكان حزب المتقاعدين الذي  لم يظهر على الساحة الحزبية إلا بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات أنه سيجتاز نسبة الحسم، وهو ما معناه أنه سينجح في الانتخابات، ويمكن القول بعد نتائج الانتخابات أن جميع استطلاعات الرأي كانت صادقة بنسبة 100% حينما ذكرت أن  الكنيست سيتركب من  12 قائمة حزبية وهي القوائم التي فازت في الانتخابات.

2- اختفاء شارون

 من الشعارات الانتخابية التي ترتفع دائما في الانتخابات شعار "إسرائيل بحاجة إلى قائد"، ويبدو أن شارون كان هو القائد الوحيد الذي استطاع من خلال خطوات عسكرية تمثلت باغتيال معظم القادة الفلسطينيين وبإخلاء المستوطنات ، أن يقدم نموذجاً للقائد الذي يحتاجه الإسرائيليون، ولذلك فان المجتمع الإسرائيلي أيد ولو بنسب متفاوتة خطط شارون، وباركت نسبة كبيرة خطوة شارون بتأسيس حزب كاديما من اجل الاستمرار في خطواته المتعلقة برسم حدود إسرائيل والتي يأتي ضمنها الانسحاب من مستوطنات في الضفة الغربية، ورغم معرفة  الجمهور الإسرائيلي بذلك، إلا أنه أيد شارون حيث دلت الاستطلاعات حتى ما قبل إصابة شارون بالجلطة الدماغية أن الحزب سيحصل ما بين (40-43) مقعداً في الكنيست، هذا بالإضافة إلى وجود قيادات سياسية أخرى انضمت إلى شارون وحزبه كاديما وأهمهم على الإطلاق شمعون بيرس الذي يحظى بشعبية كبيرة، ولو في استطلاعات الرأي، إلا أنه يعتبر من القادة الإسرائيليين الذين لعبوا دوراً كبيراً في رسم السياسة الإسرائيلية، واعتبره معظم الإسرائيليين يمثل جزء من الوحدة الوطنية التي يسعى اليها المجتمع الإسرائيلي.

3- شرقي لرئاسة حزب العمل

وهي المرة الاولى التي تحدث في تاريخ إسرائيل فلم يحدث أن ترأس قائمة حزب العمل والمرشحة للكنيست مرشح شرقي، وهو الحزب الذي ترأسه غربيون اشكناز قاموا ببناء وقيادة دولة إسرائيل منذ وجودها، وهي صفة اتسم بها حزب العمل الإسرائيلي دون غيره من الأحزاب الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى عملية حراك سياسي حتى داخل حزب العمل، ولا يمكن تفسير انسحاب بيرس ورامون وايتسك من حزب العمل لأنهم رأوا في شارون القائد الشجاع الذي سيرسم حدود إسرائيل، أو البحث عن مكان مضمون في الكنيست القادمة، إلا أن جزءاً من فكر الانسحاب جاء بسبب رفض بيرتس الشرقي، أو على الأقل رفض بيرتس الذي لا يحظى بأية خبرة سياسية، وهو بحد ذاته رفض للشرقيين في قيادة إسرائيل، وهو شيء استفاد منه بيرتس ، حيث اعتقد الكثير من الإسرائيليين أن أجندة بيرتس الاجتماعية يجب أن يتم التعامل معها بجدية من السياسيين الإسرائيليين، وهذا يعني أن الإسرائيليين  لم يكونوا  راضين عن خطط نتنياهو الاقتصادية.

 

 

4- نسبة الحسم 2%

أدى رفع نسبة الحسم من 1.5% إلى 2% إلى اتجاه القوى الحزبية إلى الائتلاف، وهو ما لاحظناه من استمرار ائتلاف ياحد/ميرتس، واستمرار وجود المفدال وكذلك الاتحاد القومي الذي يضم موليدت وتكوما وائتلافهما بعد ذلك وخوضهما الانتخابات ضمن قائمة مشتركة باسم الاتحاد القومي/ المفدال واستمرار ميماد ضمن قائمة حزب العمل، وكذلك ائتلاف الحركة الإسلامية والحركة العربية للتغيير والحزب الديمقراطي العربي في القائمة العربية الموحدة، ومن المعلوم أن رفع نسبة الحسم تأتي من اجل تقليص القوائم التي تصل إلى الكنيست من أجل الوصول إلى الاستقرار الحكومي.

ب-  البيئة الإقليمية

 وهي التي تتناول المتغيرات والأحداث  الإقليمية وخاصة تلك التي تتعلق بإسرائيل ومنها:

1- فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية

أسفرت نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية والتي جرت في 25/1/2006، عن فوز حركة حماس وهو ما أثر على الناخب الإسرائيلي، حيث استغلت الأحزاب الإسرائيلية هذا الفوز في دعايتها وبرامجها الانتخابية للتحذير من حماس التي تريد القضاء على الدولة اليهودية، وهو ما تم ملاحظته في برامج الأحزاب اليمينية وخاصة برنامج حزب الليكود، وأدت إلى زيادة عملية التصويت للأحزاب اليمينية التي عارضت إخلاء المستوطنات، وأهمها الاتحاد القومي/ المفدال، كما يمكن الإشارة هنا إلى أحد الأحزاب التي لم تفرز وهي قائمة باروخ مارزيل والتي حصلت على 20 ألف صوت، والتي حصلت على هذه الأصوات نتيجة لإتباعها النهج العنصري ضد الفلسطينيين.

 

 

2- ا لانسحاب أحادي الجانب

وهو أحد المتغيرات الإقليمية التي أدت إلى إفراغ قطاع غزة من المستوطنات والمستوطنين، وما رافق ذلك من تحذيرات أمنية بأن القطاع سيتحول إلى نموذج آخر كجنوب لبنان، تنبع منه العمليات العسكرية الموجهة ضد إسرائيل، وينبغي  الإشارة هنا إلى أن الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة هي الفكرة التي أدت إلى خسارة عميرام متسناع وحزب العمل في انتخابات الكنيست السادسة عشرة، في حين أصبح الانفصال أحادي الجانب نفسه أحد المصالح الأمنية والإستراتيجية التي أقنع شارون بها المجتمع الإسرائيلي، وعلى أساسها سارع إلى تبكير الإنتخابات، وبالفعل فإن بعض برامج الانتخابات الإسرائيلية انتقد هذه الخطوة أحادية الجانب والبعض أيدها، واعتبرها الطرفان طريقاً تؤدي إلى الكنيست.

ثانياً الأحزاب المشاركة في الانتخابات

1- القوائم المشاركة في الانتخابات

شاركت إحدى وثلاثون قائمة في التنافس على مقاعد الكنيست السابعة عشرة وذلك بزيادة أربع قوائم عن الانتخابات السابعة عشرة، وقد نجحت اثنتا عشرة قائمة باجتياز نسبة الحسم، مقابل 13 قائمة في انتخابات الكنيست السادسة عشرة، و15 قائمة خلال انتخابات الكنيست الخامسة عشر،وهي بذلك تتوافق مع صفات النظام الانتخابي  الإسرائيلي القائم على التعددية الحزبية التي تصل إلى حد التشرذم، علماً بأنه يجوز للقوائم الائتلافية الممثلة في الكنيست أن تنفصل عن بعضها البعض، حيث انفصل باريتسكي عن قائمة شينوي في الانتخابات السابقة، وكذلك انقسم حزب المفدال إلى قسمين وقد تميزت القوائم المشاركة في الانتخابات بعدة مظاهر هي:

-   يعتبر اختيار عمير بيرتس ذي الأصول الشرقية (مغربي) زعيماً لحزب العمل، أحد الظواهر السياسية الغريبة التي حدثت في الساحة الحزبية الإسرائيلية.

-   استطاع عمير بيرتس تحويل اهتمامات الأحزاب من البرامج الأمنية إلى البرامج الاجتماعية.

-   استمرار ظاهرة الانشقاق والاندماج بين الأحزاب التي أهمها تشكيل كاديما من الليكود والعمل.

-   تعكس التعددية الحزبية واقع المجتمع الإسرائيلي المركب من عدة ثقافات وأجناس وأصول عرقية  لكل منها مصلحة خاصة تختلف عن الأخرى، حيث تعبر كل مجموعة عن نفسها من خلال تنظيم أو حركة.

-   إقامة أحزاب من اجل أهداف خاصة مثل حزب المتقاعدين، ومن اجل محاربة البنوك، أو من اجل تعاطي المخدرات.

-   اختفاء رؤساء الأحزاب ذو الصبغة العسكرية، حيث يلاحظ أن معظم القوائم المرشحة للكنيست كان يرأسها أشخاص غير عسكريين ما عدا حركة تفنيت ، والتي ترأسها عوزي دايان أحد القائدة العسكريين الإسرائيليين.

البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية

فيما يلي البرامج الانتخابية لبعض الأحزاب الإسرائيلية وخاصة الكبيرة منها والتي لها مجال التأثير في عملية صنع القرار السياسي في إسرائيل:

كاديما

أكد حزب كاديما من خلال زعيمه إيهود أولمرت على خطة التجميع وإخلاء مستوطنات معزولة في الضفة الغربية ونقل المستوطنين في هذه المستوطنات إلى الكتل الاستيطانية الكبيرة والتي هي ارائيل ومعاليه ادوميم وغوش عتصيون، كما أكد أولمرت على بناء وحدات سكانية في منطقة إي_1 الواقعة بين الكتل الاستيطانية معاليه ادوميم والقدس الشرقية، أي تواصل جغرافي يهودي كخط عرضي في الضفة الغربية يقسمها إلى قسمين، وبالتالي فإن إسرائيل بهذه الخطوات ترسم حدوداً جديدة لها من خلال ضم مناطق شاسعة من الضفة الغربية، أما بالنسبة للقدس الشرقية، فقد أكد أولمرت أن الحرم القدسي والبلدة القديمة سيبقيان تحت السيطرة الإسرائيلية، كما أن غور الأردن سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية[1].

الليكود

قام بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود بصياغة وكتابة برنامج الحزب الانتخابي، وقد ركز نتنياهو على إيجاد مستقبل أمني لإسرائيل من خلال تعزيز قوة إسرائيل ومناعتها القومية ومكوناتها للأمن والاقتصاد والهوية اليهودية، فالأمن هو المفتاح لوجود إسرائيل وإحلال السلام، واعتبر نتنياهو الاقتصاد شرطاً ضرورياً للأمن والرفاه الاجتماعي، أما الهوية اليهودية فهي تراث إسرائيل وتمييز لإسرائيل عن غيرها من الدول.

وقد أكد نتنياهو على سياسة التبادلية سواء في العملية التفاوضية أو في مواجهة العمليات العسكرية والفلسطينيين، مع نبذ سياسة الانسحاب دون مقابل، ولذلك لا بد شريك فلسطيني  ينبذ العنف وفكرة القضاء على إسرائيل وحل المنظمات الفلسطينية، وبعد ذلك على إسرائيل تحديد حدودها الآمنة وحماية العمق الإستراتيجي لإسرائيل وحماية القدس وتل أبيب وما بينهما مثل مطار بن غوريون الدولي، والعمل على إبعاد الجدار عن مطار بن غوريون الدولي.ثم تكريس وتوطيد السيطرة الإسرائيلية في منطقة غور الأردن وصحراء الخليل باعتبارها حزام الأمان الشرقي لإسرائيل، ثم استكمال الجدار الأمني حول الكتل الاستيطانية الكبيرة، وعلى إسرائيل منع الاحتكاكات المباشرة مع الفلسطينيين من خلال تفكيك مواقع استيطانية لم تحصل على تراخيص قانونية وهذا يعني عدم وجود نية  للسيطرة على المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية[2].

الإتحاد الوطني /المفدال

أكد المفدال في برنامجه السياسي على عدة نقاط هامة هي:

-   عدم وجود كيان  سياسي  آخر بين البحر المتوسط ونهر الاردن  وان وجود  دولة فلسطينية سيشكل خطراً على وجود إسرائيل.

-   تتنافى اتفاقات أوسلو مع حق الشعب اليهودي في الوجود الآمن ، وهذه الاتفاقات انتهكت من الفلسطينيين ولذلك لم تعد قائمة وليس لها أي مفعول.

-   العمل على تعزيز  الهجرة.

-   القدس هي  العاصمة الأبدية للشعب اليهودي.

-  الاستيطان هو التعبير  الذي يجسد المشروع الصهيوني ولذلك يجب الاستمرار به.

حزب العمل

مازال حزب العمل يؤيد إنهاء الاحتلال  مع الاحتفاظ بالتجمعات الاستيطانية تحت السيطرة الإسرائيلية، وعدم تقسيم القدس مع الاستعداد لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول مستقبل الأحياء العربية في القدس الشرقية مع اعتبار القدس بأحيائها اليهودية عاصمة أبدية لإسرائيل، مع تطبيق تقرير ساسون الداعي إلى تفكيك المستوطنات غير القانونية، كما أن هناك قبول واستعداد لإقامة دولة فلسطينية[3].

نتائج الانتخابات

أصدرت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية الأرقام الخاصة بالانتخابات الحالية وهي كما يلي[4]:

عدد المصوتين 2.973.0 مليون ناخب

عدد الأصوات اللاغية 45716 صوت.

عدد الأصوات الصحيحة 2.928.0 مليون صوت

عدد الصناديق: 8298.

نسبة الحسم: 60 ألف صوت (تقريباً)

عدد الأصوات اللازمة للمقعد الواحد 25.200 صوت.

توزيع الأصوات والمقاعد على القوائم الفائزة بالانتخابات[5]

القائمة

الرمز

عدد الأصوات

النسبة%

عدد المقاعد

كاديما

ك ن

690.095

21.9

29

حزب العمل

ا.م.ت

472.746

15

19

شاس

ش ص

299.130

9.5

12

الليكود

م.ح.ل

282.070

8.9

12

إسرائيل بيتنا

ل

281.850

8.9

11

المفدال+الاتحاد القومي

ك ب

223.838

6.9

9

المتقاعدون

ز خ

185.790

5.9

7

يهدوت هتوراه

ج

146.958

4.6

6

ميرتس

م.ر.ص

118.356

3.7

5

الموحدة

ع.م

94.460

3

4

التجمع

ض

72.013

2.2

3

الجبهة

و

85.830

2.7

3

 

 

تحليل النتائج

-   إن أهم ما يلفت النظر في الانتخابات هي نسبة التصويت المنخفضة والتي بلغت 63.2% وهو مستوى لم تصل إليه من قبل ويعود سبب ذلك إلى :

1- عدم اكتراث الشارع الإسرائيلي بالانتخابات، بسبب تكرار إجراءها في فترات متقاربة ، حيث تم إجراء  خمس عمليات انتخابية خلال 14 عاما وهو ما أدى إلى تراجع ثقة الجمهور بالسياسيين بشكل عام،

2-  عدم وجود قائد يحظى بإجماع الشارع الإسرائيلي،.

3- إقامة ما نسبته 10% من أصحاب حق الانتخاب خارج إسرائيل.

4- الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة مما أدى إلى وجود حالة من اليأس في إصلاح الوضع الاجتماعي.

-   وبنظرة سريعة للجدول نلحظ أن الذي انتصر هو مركز الساحة الحزبية والذي يضم (كاديما والعمل) والذي يضم (49) مقعداً، ويكشف عن الوجه الجديد لإسرائيل الاجتماعية (العمل، وشاس) المتقاعدون، التوراة الموحدة، والذي يضم (45) مقعداً، ويمكن القول أن جميع الأحزاب دعت إلى إعادة الاعتبار للطبقات الفقيرة في المجتمع

-   يتضح من الجدول أن التقسيمات في إسرائيل أكثر طائفية وعرقية فهناك شاس للمتدينين الشرقيين، والتوارة الموحدة للمتدينين الغربيين، وهناك إسرائيل بيتنا للمهاجرين الروس، والأحزاب العربية لفلسطينيي 1948.

-   ينقسم المجتمع الإسرائيلي إلى معسكرين، (يمين ويسار)، (شرقيين وغربيين) (متدينين وعلمانيين)، وهذا المعسكران يمكن التنبؤ بمواقفهما وأنماط تصويتهما، حيث اتضح أن المتغيرات التي تقرر نتائج الانتخابات هي السن، المنشأ، الوضع الاجتماعي، التدين، الامن، ولذلك لابد من كل كنيست أن تمثل جميع التشكيلات السابقة.

-   لحقت الخسارة باليمين (الليكود، إسرائيل بيتنا، والاتحاد القومي/ المفدال).والذي يساوي (32 مقعداً،)

-   أكثر الغائبين عن الساحة الحزبية هي حركة شينوي والتي كانت تمثل في الكنيست السابقة (15) مقعداً والتي لم تستطع اجتياز نسبة الحسم نتيجة لانشقاقها وانسحاب زعيمها تومي لابيد والذي كان يمثل إزعاجاً مستمراً للمتدينين الحرديم.

-   يلاحظ على الكنيست الحالية، غياب المنظومة الحزبية، فلا يوجد يسار واسع، وكذلك لا يوجد يمين واسع، وكذلك لا يوجد تيار ديني واسع، في حين أن حزب المتقاعدين ما هو إلا جزء من المناصرين للقضايا الاجتماعية، وهو بذلك لا يختلف كثيراً عن حزب العمل والذي يمكن القول أنه أهمل المتقاعدين، والذين يبلغ عددهم في إسرائيل ما يقارب 750 ألف ناخب.

-   وما يمكن أن نلاحظه وبشكل واضح اختفاء نموذج الحزب الكبير أو الحزب المسيطر والذي تمتع به حزب الليكود في الانتخابات السابقة 2003، (40) مقعداً، أو نظام الحزبين الكبيرين، وهو ما تمتع به العمل والليكود في الكنيست الخامسة عشرة 1999، وبالتالي فإننا سنلاحظ دوراً كبيراً من الأحزاب الصغيرة، ويبدو أنها  ستعود لتلعب دوراً هاماً في تشكيل الائتلافات الحكومية خلال الكنيست الحالية (17)، ومن المحتمل أن يفرض واقع الكنيست الجديد طريقة شارون في تشكيل الحكومات بمعنى  حكومة حسب الهدف أو الغرض وبالتالي فإننا أمام كنيست متشرذمة واحتمالات وجود حكومات مستقرة هو احتمال ضعيف، فنحن لا نستطيع أن نقول أن هناك أغلبية للانسحاب أحادي الجانب، وهي خطة أولمرت والتي على أساسها خاض الانتخابات، وأيضا من الجهة المقابلة فإنه لا توجد أغلبية مؤيدة لاستمرار الاحتلال.

-   يُضاف إلى هذا العامل أن الكنيست الحالي تكاد تخلو من القادة، فبعد اغتيال رابين فشل الزعماء الجدد (نتنياهو/باراك) في قيادة إسرائيل إلى أن جاء شارون واستطاع أن يحصل على 40 مقعداً في الانتخابات السابقة، وكانت ردة فعل الجمهور الإسرائيلي عنيفة عندما اختفى القائد، فلا يوجد حاليا أية شخصية يمكن أن تتصف وتتمتع بإمكانيات القائد السياسي القادر على اتخاذ القرارات السياسية الخطيرة، ولذلك نلحظ بشكل واضح تشتت أصوات الناخبين على الأحزاب المختلفة.

-   أما بالنسبة لليهود الروس فيبدو أنهم قد استوعبوا درس الانتخابات جيداً، حيث وحدوا جهودهم ضمن حزب إسرائيل بيتنا، حيث خاض الحزب الانتخابات السابقة ضمن الاتحاد القومي والذي ضم موليدت وتكوما، كما خاض الانتخابات السابقة حزب إسرائيل بعلياه بقيادة شيرانسكي بالإضافة إلى حزب الخيار الديمقراطي بقيادة برونفمان وتميز تصويت اليهود الروس بثلاث ظواهر هي[6]:

1- الاندماج السياسي بمعنى مشاركتهم في الانتخابات بصورة فعالة سواء من خلال الترشيح أو التصويت.

2- ترتبط أحزاب الروس بالبراغماتية من اجل الحصول على مصالح آنية.

3- دلت اتجاهات التصويت عند اليهود الروس على التوجه نحو اليمين هو الصفة الأساسية لهم.

-   تضم الكنيست الجديدة بقوائمها الاثنتي عشرة ما مجموعه 41 عضو كنيست جديد بالإضافة إلى 16 امرأة جديدة بانخفاض اثنتين عن الانتخابات السابقة، و22 عضواً من المتدينين، في حين كان عددهم في الكنيست السابق 28 عضواً، وينتمي معظمهم لأحزاب دينية حريدية مثل شاس والتواره الموحدة والمفدال، كما ينتمي البعض الآخر لأحزاب علمانية، وكما سيضم الكنيست 12 عضواً عربياً، منهم ثمانية أعضاء هم الأعضاء الفائزين من خلال أحزابهم العربية وهناك 4 آخرين في أحزاب صهيونية  ثلاثة في حزب العمل وعضواً آخر في كاديما، بينهما لم تكن ضمن الخمسة الأوائل حركة ميرتس/ ياحد أي عضو عربي.

-   أما العسكريون فيبلغ أصحاب الرتب العسكرية العليا حوالي 10 أعضاء كنيست، بينما الملاحظة الأهم هي عدم ترؤس أي عسكري لأي من الأحزاب تتوسط الساحة الحزبية، كما تخلو الكنيست الحالية من الأحزاب التي يترأسها عسكريون.

-   من الواضح أن الذي سيلعب الدور الكبير في الكنيست السابعة عشرة هي الأحزاب، بمعنى أن السلطة التنفيذية (الحكومة) سيكون لها الدور الأكبر في استمرار المؤسسة التشريعية (الكنيست) أو حلها، وذلك سيتضح من خلال قدرة الأحزاب المشكلة للحكومة القادمة على أداء مهامها، وهي عملية تكاد تكون شبه مستحيلة في ظل نظام تعدد الأحزاب التي تتميز به إسرائيل.

-   هذه النتيجة لم تفاجئ المتابعين للشؤون الإسرائيلية، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم كاديما، ولكن الإشكالية كانت في فوز كاديما بعدد أقل من المتوقع يصل إلى (10-15) مقعد.

-   برز العامل السياسي الطائفي والعرقي واضحاً في هذه الانتخابات من خلال فوز ثلاث قوائم  شاس والتوراة الموحدة وإسرائيل بيتنا، وجميعها زادت عدد مقاعدها.

-   يلاحظ من نتائج الانتخابات، أن الناخب الإسرائيلي مال نحو عملية صنع السلام والقضايا الاجتماعية، بعد أن مال في السابق نحو اليمين، وذلك بعد نجاح شارون في عملية فك الارتباط من غزة و بعد التدهور الأمني الذي سبقها.

-   السؤال الذي يطرح نفسه، هل نجح حزب العمل مع عمير بيرتس؟ يمكن القول أن الحزب مع عمير بيرتس قد نجح، رغم انخفاض عدد مقاعد الحزب من 22-19 مقعداً، و بعد أن أوصلته استطلاعات الرأي إلى 15 مقعد، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحزب احتل المرتبة الثانية وهي نفس المكانة التي كان عليها في الكنيست السابقة، وسبب آخر أدى إلى حفاظ العمل على هذه المكانة هو فشل حزب ا لليكود بعد أن غادره شارون  في إيجاد  بدائل سواء سياسية أو اقتصادية، وأيضا  بعد أن رفض المجتمع الإسرائيلي خطط نتنياهو الاقتصادية، ولكن الواضح أن مشكلة بيرتس لم تكن في كونه يدافع عن القضايا الاجتماعية أو الفقراء  والعمال أو حتى التسوية مع الفلسطينيين وإجراء مفاوضات معهم، ولكنها بالذات كانت داخلية و تكمن في رفض قيادات حزب العمل لعمير بيرتس كزعيم لحزب العمل، وهو مما أثر سلبا  على العمل الجماعي داخل حزب العمل، الذي كان يقتصر فقط على مؤيدي عمير بيرتس. - يعتبر حزب المتقاعدين هو الفائز  الثاني في هذه الانتخابات بعد حزب كاديما، فهو حزب علماني يتزعمه عسكري متقاعد، غاب عن كل استطلاعات الرأي التي جرت في إسرائيل حتى 10 أيام تقريباً قبيل الانتخابات، حيث دلت هذه الاستطلاعات على تجاوزه نسبة الحسم فقط، أما تحقيقه لـ 7 مقاعد في الكنيست فهذا كان مفاجأة من العيار الثقيل ولا يمكن أن يفسر هذا الفوز بأسباب سياسية أو أمنية، ولكنها كانت لحظة تعاطف من المجتمع الإسرائيلي لشريحة كبيرة منه  هي شريحة المتقاعدين أو كبار السن، أي كان التصويت لهم كنظرة عطف.

-   لا بد من الإشارة إلى استمرار حركة ميرتس في الحفاظ على نفسها كممثل للتيار العلماني اليساري والذي كان في حالة صراع مستمر مع حركة شينوي، وذلك بعد التمسك الذي أظهرته الحركة تحت قيادة يوسي بيلين رغم أن استطلاعات الرأي لم تمنحها  أكثر من 2-3 مقاعد رغم إنسحاب قائدها السابق يوسي سريد من العمل السياسي.

الانتخابات في الوسط العربي

لا شك أن مجتمع فلسطينيي 1948  قد تأثر كثيراً بالمتغيرات سواء التي أدت إلى تقديم موعد  الانتخابات أو تلك التغيرات التي حدثت في الوسط العربي، والتي أهمها ازدياد إنشاء الحركات العربية وفشل الجهود العربية لاحتواء هذا الاستقطاب الحزبي الواسع، ومحاولة إنشاء قائمتين عربيتين مرتبطتين باتفاقية توزيع فائض  الأصوات، إلا أنه وكما في كل انتخابات فإن  هذه الجهود تبوء بالفشل، ويتكرر هذا  السيناريو في كل انتخابات وذلك من خلال مشاركة أكثر من 3 قوى انتخابية.

القوائم العربية التي شاركت في الانتخابات

شاركت في الانتخابات خمس قوائم عربية، وذلك بعد انسحاب الحزب القومي العربي برئاسة محمد كنعان، ودعمه للتجمع الوطني الديمقراطي، وقد فسر كنعان هذا الانسحاب  لعدم خسارة آلاف الأصوات[7].وبالتالي  لم تكن منها أية قوائم أو أحزاب جديدة، ويبدو أنها تكرار لتجربة انتخابات الكنيست السادسة عشرة 2003، مع تغيير طفيف في تركيبة بعض الائتلافات في محاولة من هذه القوى لتفادي خطر عدم تجاوز نسبة الحسم، وهو ما يعني عدم وجودها في الكنيست، وهذه الائتلافات لا تعبر عن تعددية سياسية بل عن انقسام تنظيمي ويمكن القول أنه شخصي، وفيما يلي أهم القوى التي شاركت في الانتخابات

حداش

أكدت الجبهة أنها معنية بأن تكون قائمتها عربية-يهودية رغم عدم حصولها على أصوات من  الوسط اليهودي. وأكد محمد بركة أن الائتلاف مع اليهود في الحركة يأتي  لرفض الجماهير العربية أن تكون خارج السياق في إسرائيل كما تهدف قوى اليمين الإسرائيلي ، كما تسعى الجبهة إلى توسيع دائرة  تحالفاتها في الشارع اليهودي وتوسيع دائرة الدعم  الانتخابي لها في الشارع الإسرائيلي[8].

أما حول عمل الجبهة وبرنامجها في الفترة  البرلمانية القادمة فقد أكد محمد بركة على أن برنامج الجبهة يتضمن قضايا التعليم والقضايا الاقتصادية والاجتماعية وقضية الأرض والمسكن والبيئة وحقوق الإنسان والنقب[9].

التجمع الوطني الديمقراطي

- عقد حزب التجمع الوطني مؤتمره الخامس في 21/1/2006، وحضره مئات من مختلف المناطق وهو  ما يؤكد على أن حزب التجمع هو مؤسسة حزبية وليس حزب أشخاص[10]. أكد د.عزمي بشارة زعيم الحزب من أن الحزب ومن خلال دعايته الانتخابية وبرنامجه القائم على  هوية قومية مواطنة كاملة ، وهو مشروع التجمع، حيث جمع بين الهوية القومية كإطار سياسي وحضاري لتنظيم فلسطينيي1948 والمطالبة بحقوقهم من مطلق المواطنة الكاملة[11].

القائمة العربية الموحدة

عقدت القائمة الموحدة في 5/3/2006 مؤتمرها الانتخابي بمشاركة القوى المكونة للقائمة الموحدة (الحركة الإسلامية والحزب الديمقراطي العربي والحركة العربية للتغيير)، حيث أكدت القائمة على أنها الحزب الأقوى في الوسط العربي وتمثل مطلب  وإرادة الناخب العربي، وقد دعا الكثير من اليهود إلى حرمان الحركة الإسلامية من خوض الانتخابات بسبب مواقفها من الدعوة إلى إقامة الحكم الإسلامي والتي تتناقض مع وجود اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية[12].

وقد رفضت لجنة الانتخابات المركزية طلباً من فصائل يهودية يمينية لمنع القائمة الموحدة من المشاركة في الانتخابات لأنها تطالب بإقامة نظام إسلامي[13]. وتدعو الحركة الإسلامية في برنامجها إلى الحفاظ على الوجود الفعلي والجدي وذلك خوفاً من دعوات التهجير والترحيل التي تنادي بها الأحزاب اليمينية، والأمر الثاني هو الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، من اجل عدم الاندماج في المجتمع اليهودي، وكذلك الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتسعى القائمة الموحدة إلى التصدي  للأحزاب الصهيونية التي تدعو إلى مقاطعة الأحزاب العربية وتدعو إلى إقصائها[14].

نتائج الانتخابات في الوسط العربي

 يبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع من فلسطينيي 48 حوالي 600 الف ناخب ،وبلغت نسبة التصويت في الوسط العربي 56% وهي أدنى نسبة تسجل في الوسط العربي، وهي نسبة تتماثل مع نسبة التصويت في الوسط اليهودي، وبذلك  أضاع فلسطينيو 1948 فرصة كبيرة لزيادة عدد مقاعدهم بشكل كبير لو كانت نسبة التصويت لديهم أكبر من 80%، وتعود أسباب انخفاض نسبة التصويت إلى ما يلي:

1- الاستمرار في المعارك الانتخابية للكنيست، حيث قام الناخبون بالمشاركة بـ6 عمليات انتخابية منذ 1992.

2- شعور ناخبي فلسطينيي1948 بعدم قدرتهم على التأثير في السياسة الإسرائيلية سواء كأفراد أو أحزاب.

3- دعوة بعض القوى العربية لمقاطعة الانتخابات.

توزيع الأصوات على الأحزاب الفائزة

رغم نسبة التصويت المنخفضة جداً إلا أن تمثيل القوائم العربية قد ارتفع من 8 مقاعد إلى 10 مقاعد (القائمة العربية الموحدة فازت بـ4 مقاعد، والتجمع حافظ على قوته  وفاز بـ3 مقاعد، وكذلك الجبهة فازت بـ3 مقاعد).

 

نتائج الانتخابات  عند العرب بحسب النسبة[15]

 

الحزب

النسبة

القائمة العربية الموحدة

26.7

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

23.8

التجمع الوطني  الديمقراطي

19.9

حزب العمل

12.5

كاديما

6.5

شاس

2.8

ميرتس

2.7

إسرائيل بيتنا

1

آخر

5

 

التجمع

حافظ التجمع على قوته، إذ حافظ على مقاعده الثلاثة في الكنيست ومن حيث النسبة المئوية بين الناخبين العرب حصل التجمع في انتخابات 99 على 17.2%، وفي 2003 على 19.5% وفي الانتخابات الأخيرة على 21.2%، ليكون بذلك الحزب العربي الوحيد، الذي ترتفع نسبة التأييد والتصويت له بشكل واضح ومستمر. ارتفع أيضا وباستمرار عدد المصوتين للتجمع، إلا أنه تأثر سلباً بانخفاض نسبة التصويت العامة بين العرب. في 99 صوت للتجمع 66 ألف مصوت، وفي 2003 صوت له 71 ألفاً وفي الانتخابات الأخيرة 72 ألفاً. والتجمع هو القائمة العربية الوحيدة التي لم يتراجع عدد المصوتين لها، (بل ازداد) مقارنة بانتخابات 99 وانتخابات 2003 معاً[16].

الجبهة

حافظت الجبهة على قوتها 3 مقاعد، ولكن يبقى التأكيد على أن الجبهة خاضت الانتخابات السابقة مؤتلفة مع الحركة العربية للتغيير وهذا يعني أن الجبهة ازدادت قواتها بمقعد ولكنها  تراجعت في هذه الانتخابات بحوالي ثمانية آلاف صوت مقارنة بانتخابات 2003، التي خاضتها بمشاركة أحمد طيبي، وحوالي ألف صوت مقارنة بانتخابات 1999، التي خاضتها لوحدها[17].

القائمة الموحدة

هناك ائتلاف موحد بين الحركة الإسلامية والحزب الديمقراطي العربي، وذلك منذ عدة انتخابات سابقة 1996، يضاف إليه قائمة في كل عملية انتخابية، وفي هذا العام تحالفت القوتان مع الحركة العربية للتغيير والتي ائتلفت في السابق مع التجمع، وكذلك الجبهة، وقد حصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، وقد ضاعفت القائمة عدد مقاعدها إذا حصلت في الانتخابات السابقة على مقعدين فقط[18].

وتدل نتائج الانتخابات بشكل عام على أن فلسطينيي1948 خسروا كثيرا بسبب نسبة التصويت المنخفضة، حيث كان بإمكانهم مضاعفة قوتهم في الكنيست، كما يجب الإشارة هنا إلى دور الأحزاب الصهيونية التي كسبت كثيراً من تأييد بعض القوى العربية غير الحزبية، خاصة من رؤساء المجالس المحلية والذين انضم جزء كبير منهم إلى حزب كاديما[19]، وكذلك انضمام بعض النساء البدويات لحزب كاديما بالإضافة إلى تشتت أصوات الدروز  بين القوى اليهودية الصهيونية والتي هي في الأساس تصويت لأشخاص موجودين في بعض الأحزاب وخاصة اليهودية[20].

وكذلك تبين النتائج أزمة القيادة التي يعيشها الوسط العربي، فالأحزاب وقادة الأحزاب مازالت تعاني من أزمة الشخصيات القيادية، فمعظم الأشخاص الذين فازوا بالانتخابات الحالية هم أنفسهم الأشخاص الذين فازوا بالانتخابات السابقة وأغلبهم أيضاً من الذين فازوا في الانتخابات التي سبقتها، يضاف إلى ذلك إلى أن الشخصيات العربية في الأحزاب الصهيونية مازالت تعاني من أزمة الثقة في أحزابها، ولذلك عطاؤها للمجتمع العربي هو في محل شك.

وتوضح آلية المشاركة السياسية في الوسط العربي وجود استقطاب حزبي كبير، فالمعلوم بأن هناك عدة قوى تشارك في الانتخابات، تحاول أن تأتلف مع بعضها البعض، الائتلاف الناجح هو الذي يستطيع أن يحقق الأشخاص فيه المكانة الأولى في هذا الحزب، ولذلك نجد  بعض القوى التي تنسحب من الحركة الانتخابية نتيجة لعدم قدرتها على فرض نفسها على أي ائتلاف، ولذلك فإن عامل الشخصية هو أحد العوامل التي يمكن القول أن تأثيراتها سلبية على الوسط العربي.

الخاتمة

يبدو أن فوز  كاديما في الانتخابات الحالية سيؤدي إلى نقلة جديدة في الحياة الحزبية الإسرائيلية، فكاديما يشارك في الانتخابات للمرة الأولى ويفوز فيها ويقوم  زعيمه بتشكيل الحكومة، وهي تحدث للمرة الأولى في إسرائيل، ولذلك فإن أمام رئيس الحكومة الجديد، والذي هو بحاجة إلى إثبات  قيادته مهام كبيرة، سنلحظ أثرها في جميع المجالات وخاصة في مجال التسوية السلمية.هل سيتطور أم سيستمر في نهجه  الذي دعا إليه وهو خطة التجميع التي لا يوافق عليها الفلسطينيون؟ وعلى ما يبدو فإن القيادات الإسرائيلية الجديدة غالباً تتمترس حول  آرائها حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة لإملاء الرأي على الفلسطينيين، ويساعد رئيس الحكومة في تبني خططاً متشدد ضد الفلسطينيين، كنيست يغلب عليها الطابع المتشدد، خاصة على مستوى عملية التسوية السلمية مع الفلسطينيين، ولذلك فإن الواضح أن الكنيست ستبدو داعمة إلى حد كبير للحكومة الحالية، ولكن هذا الدعم سيصطدم كثيراً بمحاولة قوى المعارضة إزاحة الحكومة، ولا أعتقد وجود تعارض بين دعم الحكومة أو إزاحتها طالما أن هذه الأحزاب وخاصة اليمينية  أو الدينية تحاول أن  تحقق مصالحها، ولذلك فإن الطابع العام هو استمرار عدم الاستقرار السياسي والحزبي في إسرائيل خلال الفترة القادمة.

الهوامش


 

[1] المشهد الإسرائيلي، 21/3/2006

[2] المرجع السابق

[3] القدس، 23/1/2006.

[4] كل العرب، 31/3/2006

[5] المرجع السابق.

[6]  د.مسعود اغبارية، المهاجرون الروس الجدد وانتخابات 2003 الإسرائيلية، قضايا  إسرائيلية مدار، العدد 9 شتاء 2003 ص27-30

[7] كل العرب، 10/3/2006.

[8] الحياة الجديدة، 15/1/2006.

[9] كل العرب، 24/3/2006

[10] Arabs48 ، 18/1/2006.

[11] كل العرب، 24/3/2006.

[12] ليتاف اورغاد، الحرمان من المشاركة في انتخابات الكنيست، معاريف، 19/2/2006.

[13] القدس، 1/3/2006.

[14] كل العرب، 24/3/2006.

[15] Arabs48، 20/4/2006.

[16] د.جمال زحالقة، قراءة في تاريخ الانتخابات، Arabs48،21/4/2006

[17] المرجع السابق

[18] المرجع السابق

[19] القدس، 2/1/2006.

[20] Arabs48، 13/4/2006


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
26/02/2007 01:15 م