كلمة الحاج زيدان الجعبري في مؤتمر الحوار الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية حفظه الله

السادة الحضور المحترمين

السلام عليكم ورحة الله وبركاته

لقد حضرت من مدينة خليل الرحمن، ومن جوار ابراهيم الخليل... من مدينة شهداء فلسطين.... حضرت لاذكركم واحملكم امانة الارض... وامانة الشعب... وامانة القيادة.

ايها الاخوة، انكم تجتمعون اليوم لامر بالغ الاهمية، عظيم الشان، بعد ان تعالت الاصوات، وتدافعت الصيحات بوجوب الاجتماع في مؤتمر للحوار الوطني، وفي وقت نصبت فيه اسرائيل حرب العداوة لشعبنا، بل نصبت للاخوة الاصدقاء حرب العداوة بينهم ورموا انفسهم بسهام القطيعة، وعاد السلم حرباً عليهم، والصفاء كدراً ونكداً، حتى اصبحوا احزاباً وشيعاً وفصائل، يذيق بعضهم باس بعض،واخذ جمعهم في الافتراق، وتحولت قوتهم الى ضعف، حتى تكالبت عليهم الامم من عرب وعجم، كما تتكالب الاكلة على قصعتها.

ايها الاخوة اذكركم ان التاريخ الفلسطيني يعيد نفسه، ويكرر مشاهده واحداثه ، دون ان نعتبر او نتعظ فهل نحن قوم مغفلون؟ ام نحن قوم ماجور؟ لا سمح الله.... والا فما معنى ان تسلب فلسطين عام 48 الا بسبب الاختلاف، ووجود عشرات الفصائل الفلسطينية المختلفة، وما معنى ان يضيع ما تبقى من فلسطين علم 67 الا بسبب خلافات الدول العربية المختلفة.... وما معنى ان تجهض الانتفاضات الا بسبب النزاع والفشل في الوحدة والائتلاف.

ايها الاخوة ليس مهماً ما تقوله امريكا واوروبا ولا ما تفعله اسرائيل في الارض والشعب وما تسكت عنه الدول العربية المجاورة والبعيدة، ولكن المهم ما نفعله نحن اليوم في هذا لامؤتمر...

فانا اريد ان اسالكم:

هل نحن حقاً نريد وطناً واحداً؟ ام نريده مقطعاً؟

هل نحن حقاً نريد امة واحدة؟ ام نريد امماً متناحرة؟

هل نحن حقاً نريد قيادة واحدة؟ ام نريدها قيادات متنافرة متناحرة؟؟

اترك الاجابة لمؤتمركم هذا.

ايها الاخوة، اريد ان اقول لكم، ان الطريق الى شوارع القدس وشواطئ حيفا وجبال صفد، تمر عبر وحدتكم وحواركم، فلا تتمنوا الاماني للاوطان، وجدوا في اتخاذ القرار، لانه لا يوجد اقدس من تلك اللحظات التي نتحاور فيها لنتكاتف ونتصادق... ولا ننحرف عن الهدف فاني ادعوكم: تعالوا الى كلمة واحدة، وراي واحد، وعمل واحد، ان لا نفرط في الارض، ولا ننحرف عن الهدف، فان قضيتنا عادلة، واصدقاءنا كثيرون.

ايها الاخوة، لقد هزلت قضيتنا الفلسطينية، ولقد سامتها ايدي المفلسين والفاسدين، واصحاب المصالح والمطامع من المحسوبين على شعبنا وقيادتنا، حتى فقدنا قيادتنا وكرامتنا وابتلينا بالخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات، ومع ذلك صبرنا وصبر شعبنا، وسنصبر جميعاً حتى لا يجد عدونا شريكاً له يضع يده بيده، ويوقع معه سلاماً مزعزم، امام عالم موهوم تقوده امريكا وتملي شروطه اسرائيل.

واخيراً، اسال الله تعالى ان لا نعادي انفسنا، وان لا نحمل السلاح ليقتل بعضنا بعضاً على مرأى وبصر عدونا المتربص بنا، فالحوار الحوار، لنتصالح ونتصادق، حتى نحارب عدواً واحداً، ولنبني الوطن، ولنحمي الاموال والاعراض، ولنعيد الشعب الى ارضه، والارض لاصحابها... فان لم نفعل هذا، فلنلق السلاح ولنترك الشعب بلا قيادة، عندئذ سيتكرر المشهد مرة اخرى، فتفرغ البلاد من اهلها، ويندم الجميع ساعة لا ينفع الندم.

اشكركم على اعطائي هذه الفرصة التي عبرت فيها عن ضمير ابناء هذا الشعب الصامد المرابط.

وفقكم الله لما فيه خير هذا الوطن وكرامة هذه الامة

((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) - صدق الله العظيم

عاشت فلسطين حرة ابية ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصدر:http://www.almubadara.org


الصفحة الرئيسية | مجلة المركز | نشرة الأحداث الفلسطينية | إصدارات أخرى | الاتصال بنا


إذا كان لديك استفسار أو سؤال اتصل بـ [البريد الإلكتروني الخاص بمركز التخطيط الفلسطيني].
التحديث الأخير:
27/02/2007 01:35 م